السؤال 4 : (الفرق بين كلمة (المهتدي) في مواضعها الثلاثة)

بسم الله الرحمن الرحيم

ما الفرق بين كلمة (المهتدي) في كلّ من المواضع الثلاثة الآتية (حسب رواية ورش) ؟

1- (مَنْ يَّهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُّضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (الأعراف : 178) .

2- (وَمَنْ يَّهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُّضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمُو أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ) (الإسراء : 97) .

3- (مَنْ يَّهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُّضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً) (الكهف : 17) .

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أحب في البداية أن أبارك لنفسي ولكل الأعضاء والزوار الكرام بهذا الصرح القرآني الجديد الطيب المبارك ، وأخص الأستاذين الكريمين : الأستاذ أبو محمد مدير المنتدى ، والأستاذ والشاعر الكبير سعيد بنعياد .
أحببت أن أدلي بدلوي في هذه المسابقة ، وإن كنت أعتقد أني لست من العارفين بهذه الرواية ، ولكن المحاولة - حتى وإن لم تكن صائبة - فصاحبها في اعتقادي مأجور .
أما الجواب عن السؤال : فأقول : إن الفرق بينها لا يكمن حال الوصل ، وإنما يظهر حال الوقف ، فالوقف في آية الأعراف إنما ينبغي أن يكون على الياء الساكنة ، بينما الوقف في المواضع الأخرى يكون على الدال الساكنة (المهتدْ) . والله أعلم .

بسم الله الرحمن الرحيم
(سُبْحَانَكَ ، لاَ عِلَْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
اللهم اجعل عملنا خالصاً لوجهك الكريم ، وارزقنا الثبات وحُسن الخاتمة .

أخي الكريم أحمد مسفر :

أحبَّك الله الذي أحبَبْتَنا فيه ، وجزاك عنا كل خير .

إجابتك بالطبع صحيحة .

وأودّ القول ، زيادةً في الإيضاح :

* إن الياء في موضع الأعراف ثابتة رسماً في جميع المصاحف العثمانية . والقرّاء العشرة مُجْمِعون على إثباتها لَفْظاً في الحالَيْن (وَصْلاً ووَقْفاً) ؛ يقولون في الوصل : [الْمُهْتَدِي وَمَنْ] ، وفي الوقف : [الْمُهْتَدِي] . ولا بُدّ هنا من رسم الياء في المصاحف بخطّ عاديّ.

* وأما الياء في مَوضعي الإسراء والكهف ، فمحذوفةٌ رسماً في جميع المصاحف العثمانية . والقرّاء العشرة مختلفون فيها :
- فمنهم مَن يُثْبتها في الوصل دُونَ الوقف ؛ فيقول في الوصل : [الْمُهْتَدِي وَمَنْ] . وفي الوقف : [الْمُهْتَدْ] . وهذا مذهب الإمام ورش . وعلى هذه القراءة ، تُلحَقُ الياء في المصاحف (العصرية) بحجم صغير.
- ومنهم مَن يُثبتُها في الحالَيْن ، كما هو الشأن في موضع الأعراف . وعلى هذه القراءة أيضاً ، تُلحَقُ الياء في المصاحف (العصرية) بحجم صغير.
- ومنهم مَن يَحذِفُها في الحالَيْن ؛ فيقول في الوصل : [الْمُهْتَدِ وَمَنْ] . وفي الوقف : [الْمُهتَدْ] . وعلى هذه القراءة ، لا مجال لإلحاق الياء في المصاحف .

ملحوظة : قد يتعجّب بعض معاصرينا من حذف الياء وقفاً ، أو وصلاً ووقفاً ، وخاصّةً إذا كان مستواهم اللغوي ضعيفاً .
والحقّ أنّ حذف الياء في مثل هذه الحالة ثابتٌ عن العرب ، مألوف في نَثْرهم وشِعْرهم . ولا أدَلّ على ذلك من قولنا : (عَمْرو بن العاص) ، بدلاً من (عَمْرو بن العاصي) .
ولهذه الظاهرة تأثيرات في اللهجات العربية المعاصرة ، كقول المغاربة في (الوادي) : (الوادْ) ، وقول المصريين في (عبد العالي) : (عبدالعالْ) ، وما شابه ذلك .

تلخيص :

في موضع الأعراف ، تلفظ الياء وصلا ووقفا .

وفي موضعي الإسراء والكهف ، لا تلفظ إلا وصلا .

بارك اله فيكم أساتذتنا الكرام على الإضاح و نفعنا به