السؤال 8 : (هل تؤثِّر طريفة عَدّ الآيات في أحكام القراءة ؟)

بسم الله الرحمن الرحيم

تختلف المصاحف المطبوعة برواية ورش عن نافع ، في ترقيم الآيات القرآنية الكريمة :

- فبعضها يعتمد العَدَدَ الكوفيّ ، الذي تعتمده المصاحف المطبوعة برواية حفص عن عاصم .

- وبعضها يعتمد العَدَدَ المَدَنِيّ الأخير ، الذي كان يعتمده الإمام نافع ، على الأرجح .

والسؤال : أيمكن لاختلاف طريقة العَدِّ أن تؤثِّر في بعض أحكام القراءة ؟ وكيف ذلك ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبدو أن السؤال صعب قليلا ؛ ولكن من المفيد معرفة جوابه .

لا تأثير لطريقة العدّ في أحكام القراءة ، إلاّ في حالة نادرة جدّا ، لا يُطالَب بمعرفتها إلاّ المتخصصون ، وتتعلق بالإمالة (وأعني هنا : الإمالة الصغرى ، أو التقليل) .

كيف ؟ المشهور عن ورش من طريق الأزرق : إمالة جميع ذوات الياء ، أي : جميع الألفات المنقلبة عن ياء ، أو الآيلة إلى ياء ، أو المرسومة ياءً (نحو : هَوى – الدُّنْيا – والضُّحى) ؛ باستثناء كلمات معدودة معروفة .

فإذا أخذنا بهذا الوجه المشهور ، فلا داعي إلى الالتفات إلى طريقة عدّ الآيات .

لكن للأزرق وجها آخر ، أقلّ شهرة ، هو : الاكتفاء بإمالة ما فيه راء (نحو : ذِكْراها) ، أو ما كان رأس آيةٍ وليس فيه ضمير التأنيث"ها" (وذلك في بعض فواصل السُّوَر العشر الآتية : طه – النجم – المعارج – القيامة – النازعات – عبس - الأعلى – الليل – الضحى - العلق . ولم نذكر سورة الشمس لأنّ في فواصلها ضمير التأنيث"ها" ) ، وعدم إمالة سائر الألفات الأخرى .

فإذا أخذنا بهذا الوجه الأقلّ شهرة ، فلا بُدّ من معرفة طريقة ورش في عدّ الآيات . وقد كان ورش يعتمد – على الأرجح - العدد المدنيّ الأخير ، وقيل : المدني الأوّل .

غير أن الخلاف بين طرق عَدّ الآي هُنا لا يؤثر إلاّ في مواضع معدودة ، منها مثلا : (وَإِلَهُ مُوسى) في سورة طه ؛ فقد عدّها المكي والمدني الأول ، وأهملها الباقون (المدني الأخير والبصري والشامي والكوفي) .

(انظر : رسالة في الكلمات الممالة لورش : عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى : الفصل المخصص لسورة طه) .

.

ملحوظة :

المسألة – كما سبق القول – تخصصية .

فلا ضير على المبتدئ إن لم يستوعبها جيّدا .